OMedia
Free Media

OMedia Homepage
Political Reports1
Palestinian-Israeli 2
Palestinian-Israeli 3
Palestinian -Israeli 4
Palestinian-Israeli 5
Israeli Historians 6
Israeli Historians 7
Two States Solution 8
London Document 9
Jordan Option 10-E
Two-State Solution 11
تحدي إقامة دولتين-معرب
Ariel Sharon
Iran-Syria Affairs 14
إنسحاب من غزة-15
Avi Shlaim-Amira Hass
Protests-T.Nazmi 17
Germany-T.Nazmi 18
Report 19
Human Rights Watch 20
Jordanian Affairs 21
Palestinian Affair 22
Palestinian Affairs 23
Palestinian Affairs 24
Iraq Affairs 25
Palestinian Affairs 26
Jordanian Affairs 27
Palestinian Affairs 28
Palestinian Affairs 29
Jordan-Palestine30
Jordan-Palestine31
Iranian Affairs32
Yemen Affairs33
Hamas Affairs34
Hamas Affairs35
Hamas Affairs36
Jordanian Affairs37
Jordanian Affairs38
Hamas Affairs39
Jordan Affairs40
Yemen Affairs41
Iraq Affairs42
Lebanon Affairs43
Jordan Affairs44
Lebanon 45
JPR 46
JPR 47
JPR 48
Hezbullah49
Hezbollah50
Hezbollah51
JPR Hizbullah52
JPR Hizbullah53
JPR Hizbullah54
JPR Hizbullah55
JPR Hizbullah56
JPR Pakistan57
JPR USA58
JPR59
JPR60
JPR61
JPR62
JPR63
JPR64
JPR65
JPR66
JPR67
JPR68
JPR69
JPR70
JPR71
JPR72
JPR73
Iran-Israel JPR74
JPR75
JPR76
JPR77
JPR78
JPR79
JPR80
JPR81
JPR82
JPR83
JPR84
Iran&Venezuela
Palestinians-Iraq JP86
JPR 87
JPR 88
JPR 89
JPR 90
JPR 91
JPR 92
JPR 93
JPR 94
JPR 95
JPR 96
JPR 97
JPR 98
JPR 99
Archive OMedia 100
للإتصال بنا

Report 15 Withdraw from Gazza إنسحاب من غزة-15

Avi Shlaim

أنت الزائر رقم:


هآرتس:

  • للمرة الأولي يتحدث شارون عن السبب وراء تغير موقفه: الديمغرافيا

يديعوت احرونوت:

  • عملية القتل بشيلو عززت الحاجة لدي الجيش للإسراع بإنهاء عملية إخلاء المستوطنات
  • الانسحاب من غزة لا يعني سقوط حركة الاستيطان لأنها ما تزال تتشبث بالمستوطنات في الضفة الغربية
  • الضغط الأمريكي علي شارون كان السبب الحقيقي لتنفيذه خطة الانفصال من القطاع
  • سنخرج من الضفة أيضا إذا ما تابعت الولايات المتحدة الخسارة في العراق

معاريف:

  • إجلاء المستوطنين عن غزة وعن المناطق المحتلة ضروري لبقاء وجود الدولة اليهودية

رصد الزميل تيسير نظمي - رئيس قسم الترجمة في " الأنباط"- الصحافة الإسرائيلية خلال يوم الخميس الماضي ومواقف كتابها من الانسحاب من غزة. وفي ما يلي أبرز الصحف والعناوين والكتاب ومواقف متباينة مما جاء فيها:

تحت عنوان"شارون عبر في خطابه عن تغيرات جوهرية في مواقفه من الصراع والضائقة التي يعاني منها الفلسطينيون" كتب نحميا شترسلر(كاتب في صحيفة هآرتس) مقالة جاء فيها: "للمرة الأولي يتحدث شارون عن السبب وراء تغير موقفه: الديمغرافيا. هذا الأمر هو الذي فرض عملية الانسحاب من غزة علي من يريد أن يعيش في دولة ذات أغلبية يهودية وغير مستعد للاعتماد علي المخلص المنتظر. الـ 1.3 مليون عربي الذين يعيشون في غزة اليوم هم الذين غيروا موقف شارون. لن نستطيع السيطرة علي غزة إلي الأبد إذ يعيش فيها أكثر من مليون فلسطيني ذوي عدد متضاعف في كل جيل.وبالفعل، عشية فك الارتباط تحول اليهود إلي أقلية بين النهر والأردن. نسبة اليهود الذين يقطنون في المناطق الخاضعة لإسرائيل تبلغ اليوم 49 في المئة، وبعد الانسحاب من غزة سيعودون للتحول إلي أغلبية.شارون عبر في خطابه للأمة عن شفقته علي الطرف الآخر: هم مكتظون بكثافة لا مثيل لها في مخيمات اللاجئين، حيث الفقر والضائقة في دفيئات من الكراهية المتزايدة من دون أمل في الأفق. هذه أيضا عبارات جديدة تلقي بالمسؤولية عن الضائقة العميقة والبطالة التي نشأت في غزة علي الاحتلال الإسرائيلي في واقع الأمر. الأمر لا يقتصر علي عدم صرف إسرائيل أية ميزانيات هناك للبناء والتطوير، أنها قامت أيضا باستغلال قوة العمل الرخيصة وباعتهم البضائع المتدنية الجودة (صنف ب) والتي انتهت مدة صلاحيتها ولم تسمح بإنشاء صناعة قد تنافس الصناعة الإسرائيلية، لا سمح الله! في غوش قطيف نفسه، 7500 نسمة سيطروا علي 20 في المئة من الأرض وعلي أكثر من 20 في المئة من مصادر المياه، استعمار كولونيالي عديم الرحمة.

وفي نفس الصحيفة (اليسارية) يكتب الكسندر يعقوبسون تحت عنوان "إسرائيل ملزمة بتقسيم البلاد بين الشعبين حتى لو تحولت المناطق إلي قاعدة للإرهاب" قائلاً: "بصوت عال إن علينا أن نقسم البلاد بين الشعبين ـ حتى ولو كان المتشائمون محقين في توقعاتهم ـ لأن تحويل اليهود الإسرائيليين إلي أقلية قومية في ارض إسرائيل غير المقسمة يعني نهاية هذه الدولة" ويضيف منوها بموقف نتنياهو: هناك من هو مستعد اليوم أيضا لان يضمن للجمهور الإسرائيلي أن استئناف العملية السياسية سيجلب له الهدوء والسكينة. هذا ما كتبه أبراهام بورغ في هآرتس 5/8/: رغم انه اتضح مرارا وتكرارا أن أوقات الهدوء التي حظينا بها في السنوات الأخيرة كانت تلك الفترات القصيرة والهشة التي وضعنا فيها السلاح جانبا وتحادثنا، إلا أن الحديث صعب علينا بالرغم من ذلك.
ليس في هذه العبارات صدق تاريخي ولا حكمة سياسية. الأمر الذي تبرهن في السنوات الأخيرة هو أن الحديث أو الاستعداد الإسرائيلي للتنازلات لا يضمنان أي أمن. الفلسطينيون خرجوا إلي المعركة في ذروة المفاوضات المكثفة بعد شهر من كامب ديفيد حيث اقترحت عليهم عروض ادعي بورغ نفسه في حينه أنها مفرطة (في قضية الحرم). لا حاجة لأن نروي علي الجمهور الإسرائيلي حكايات الجدة التربوية حتى نقنعه بامتيازات السلاح. هو يوافق منذ مدة علي مبدأ الأرض مقابل السلام وفي ظروف معينة يوافق أيضا علي تقسيم البلاد من دون سلام. الوعود الوهمية الفارغة تزيد من الضرر الحاصل فقط.

ومن هآرتس اليسارية إلى يديعوت احرونوت اليمينية لنقرأ :

"عملية القتل بشيلو عززت الحاجة لدي الجيش للإسراع بإنهاء عملية إخلاء المستوطنات" للكاتب اليكس فيشمان
حيث يقول: "من يسأل لماذا استخدم الجيش لهذه المهمة المدنية فالجواب هو أن الطاقات الهائلة التي صرفتها الدولة علي الجيش تمخضت عن جهاز متميز وناجع مُعد أيضا لتنفيذ المهمات القومية. في السابق كان الجيش يشارك أيضا في استيعاب المهاجرين الجدد، وبعد ذلك في عمليات الاستيطان، وفي مساعدة الشبان في ضائقة وكذلك في التعليم. اليوم أضيفت لكل هذه المهمات مهمة معالجة معضلة فك الارتباط.
الجيش والشرطة كانا في أبهي صورهما في كل مجال تم اختياره: التخطيط والتنظيم والتنفيذ والنقل والتطوع والتفاني. كل من سخر من الشيفرة الأخلاقية التي أُعدت للجيش حصل علي الرد أمس بصورة مكثفة. كان هناك إصرار وأخوة وروح رفاقية وتمسك بحب البلاد وأناسها."

ثم يحذر: "من الآن توجد مؤشرات بأن حماس تنوي في الأيام القريبة القيام بعملية انتقامية عن عملية القتل الأخيرة وأن تفعل ذلك في قطاع غزة."
يارون لندن(كاتب يساري) كتب في صحيفة(يديعوت أحرونوت) أيضا تحت عنوان: "
صراع غزة ليس بين العقيدة والأوامر وإنما بين عقيدتين ونوعين من الأوامر المشتقة"
فقال: "الصراع في غزة يظهر في مقدمة البرامج التي تحث الجمهور علي الاستماع إلي برامج القناة (ب) كتصادم بين العقيدة وبين الأوامر. ذوو العقيدة من المؤمنين ـ بهذه الطريقة فقط يمكن أن نفهم مقدمة البرنامج ـ هم المستوطنون في غوش قطيف ومن يساعدونهم. أما أصحاب الأوامر فهم القوات التي تقف في مواجهتهم وتخضع للتعليمات التي تصدر لها." ويوضح :" الأوامر هي مفهوم بيروقراطي، أما العقيدة فهي مصطلح مثير للحماسة والعزائم. إجراء المقارنة بين المسألتين يشير إلي هزيمة الجانب الذي يعتمد علي الواقع والإنجازات أمام الجانب الروحي الذي تجلي فيه طرف واحد من طرفي الصراع فقط. صلوات المتصادمين في غزة وطقوس تمزيق ملابسهم وتوقع حدوث أعجوبة من السماء قد يدفع البعض إلي الاعتقاد بأن الروح قد هزمت مؤقتا وأن الغلبة من نصيب الواقعية الانجازية.
الحقيقة هي أن ما يجري في غزة ليس صراعا بين العقيدة والأوامر كما يصورونه، وإنما هو صراع بين عقيدتين ونوعين من الأوامر المشتقة من هذه العقيدة أو تلك: الاعتقاد الأول هو أن المستوطنات في كل ارض إسرائيل الموعودة ـ الآن فورا وليس مع ظهور المخلص ـ هي توراة من سيناء. من الناحية الاخري تتحدث العقيدة الثانية عن أن النظام الديمقراطي يعطينا الأداة الوحيدة التي يمكن بواسطتها حسم الأمور من دون صراعات دموية ويُبين لنا الدرب الذي يجب أن تسير عليه الأمة والدولة." أما يهودا ليطاني (كاتب يساري) فيكتب أيضا في (يديعوت احرونوت) تحت عنوان "
الانسحاب من غزة لا يعني سقوط حركة الاستيطان لأنها ما تزال تتشبث بالمستوطنات في الضفة الغربية"

فيقول:

"قبل تسع وعشرين سنة كتب إشعياء ليفوفيتش في مجلة عمداه يقول: عندما تنفجر الفقاعة الخلاصية للحاخام كوك، وليفنغر وبورات ورفاقهم، ويتضح انه لن يتحقق اليوم مجد ملكوت الملك المسيح بل ستتابع الوجود بصعوبات عظيمة، دولة إسرائيل صغيرة وضئيلة في حدود 1967، سنضطر فيها إلي متابعة النضال لكل أزمات الحياة اليومية للفرد وللجماعة ونتابع النضال عن اليهودية في إطار واقع علماني ـ سيكتشف أيضا ناس ايمونيم انه لم تعد لهم جذور في هذه اليهودية، وأنهم لا يجدون داعيا لهذا الواقع الإسرائيلي واليهودي. أتخوف، من أنهم سيكونون أوائل من يهجرون البلاد، ويمكن ـ نتيجة لحماستهم لـ الخلاص المسيحاني ـ أن يبحثوا لهم عن ملجأ في كنف ذلك المسيح.. إن هذيانات بدء الخلاص ستنتهي ـ من ناحية يهودية ـ إلي أن تكون أسوأ وأمرّ بالقياس إلي أصحابها.
كتب ليفوفيتش هذه الأقوال بعد بضعة اشهر من حدث سبسطية في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 1975، وآنذاك علم متظاهرو غوش ايمونيم الذين تجمعوا في محطة القطار التركية القديمة بالقرب من نابلس أن الحكومة أجازت انتقال قسم منهم إلي معسكر كادوم المجاور. كنت في ذلك المكان مع تلقي النبأ، وكان يبدو آنذاك مع مشهد دموع الفرح ودوائر الرقص الحماسية انه قد جاء المسيح. كان هذا هو الحدث الإنشائي لمستوطني يشع منذ ذلك الحين إلي اليوم، وكان تحقيقا لحلم بدء الخلاص.
بعد نحو ثلاثين سنة من ذلك الوقت ابتدأ الحلم يتهاوي. لم تتحقق الصلوات من اجل معجزة إلهية تمنع الانسحاب، بالرغم من المحاولات التي لم تتوقف لمستوطني يشع وقادتهم للمساعدة في تحقيق هذه المعجزة. وبعد بضعة أسابيع سيضطر مجلس يشع إلي حذف الحرف الأخير من اسمه ليسمي مجلس يش فقط.
ماذا سيحدث للمؤيدين المتحمسين من البرتقاليين وقادتهم بعد أن يتضح أنهم قد فشلوا في مهمتهم لوقف الانسحاب من القطاع وشمالي الضفة؟ عندما لم تتحقق النبوءات الخلاصية للمسيح الكذاب شفتاي تسفي، سار أكثر المؤمنين به في طريقه، وتركوا اليهودية واعتنقوا الإسلام، بعد اتفاقات السلام في ايرلندا الشمالية ترك كثير من قادة الجبهات السرية حلبة النضال وانتقلوا إلي نشاطات مختلفة في العالم السفلي. لكن مخاوف ـ نبوءات البروفيسور ليفوفيتش لن تتحقق سريعا. فقبل تسع وعشرين سنة وصف وضع العودة إلي حدود 1967، أما الآن، وبالرغم من الانفصال فان أكثر مناطق الضفة الغربية ما تزال في أيدينا. ربما يمكن أن نصف الصباح الذي يلي الانفصال كـ انكسار صغير، يقتطع شيئا ما من الحماسة الخلاصية لمستوطني يشع، لكنه لن يجعلهم يقينا يهجرون البلاد أو يتركون الدين، لان مشروع الاستيطان ما يزال زاهرا ناميا. إن نبوءة كهذه قد تتحقق فقط في ظروف عودة كاملة إلي حدود 1967، الانكسار الكبير.
وكأنما من اجل تجسيد مدي بُعد الزعزعة، أعلنت في هذا الأسبوع رئيسة مجلس كدوميم، دانييلا فايس، عن أنها لن تسمح للجيش الإسرائيلي باستعمال معسكر كدوميم من اجل الانفصال، وهو ذلك المعسكر الذي نُقل إليه متظاهرو سبسطية قبل ثلاثين سنة. ما تزال زعيمة المستوطنين، كرفاقها في القيادة، تصرح بكبرياء وبعجرفة وبإلغاء لمؤسسات الدولة. لقد كان يقصد إلي مثلهم الجنرال الفرنسي دوميريز الذي قال: لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا."

الأستاذة الجامعية اليسارية تانيا راينهارت كتبت في (يديعوت احرونوت) تحت العنوان التالي:"الضغط الأمريكي علي شارون كان السبب الحقيقي لتنفيذه خطة الانفصال من القطاع" تقول:

سنخرج من الضفة أيضا إذا ما تابعت الولايات المتحدة الخسارة في العراق
لن نعرف أبدا ما الذي حدث بالضبط في دماغ شارون في شباط (فبراير) 2004، عندما أعلن لأول مرة، من غير أن يطلب مشورة أحد، عن أنه مستعد لإخلاء مستوطنات غزة. لكن السيناريو الذي ينجح في ربط حقائق كبيرة جدا في مآل الانفصال هو، أن شارون قد آمن بأنه سينجح في هذه المرة أيضا في النهاية للتملص من التنفيذ. هذا سيبين، مثلا، لماذا لم يحصل مستوطنو غزة حتى الآن علي أموال التعويض، وكما كُشف في ملحق السبت بتاريخ 5/8، لم يُفعل شيء تقريبا لاستيعابهم.
كانت لشارون أسباب ليؤمن أنه ربما ينجح. في الدورة السابقة له مع إدارة بوش في خريطة الطريق التزم إقامة وقف إطلاق نار، تعيد إسرائيل في أثنائه الوضع الراهن الذي كان في الضفة قبل أيلول (سبتمبر) 2000، وتجمد المستوطنات وتفك المستوطنات الطارئة. لم ينفذ أي شيء من هذا. زعم شارون والجيش أن عباس (في دورته السابقة) ليس ثقة ولا يحارب حماس. تابع الجيش التصفيات ونجح في جعل المناطق تغلي غليانا جديدا، ومع ذلك العملية الحتمية التي قضت علي وقف إطلاق النار. علي طول الطريق كلها ساندته إدارة بوش السابقة، قبل الانتخابات، وكررت كصدي مزاعمه نحو عباس.
في فترة الهدوء الحالية أيضا لم يوقف الجيش الإسرائيلي غزوه القرى، والاعتقالات والتصفيات. كان يبدو أن العملية التي سينفجر كل شيء بعدها قريبة الوقوع، وكانت الصحافة مليئة بالتفصيلات عن عملية القبضة الحديدية المتوقعة في هذا الصيف في غزة. لكن إدارة بوش غيرت اتجاهها فجأة. كلما كررت إسرائيل إعلانها عن أن عباس لا يفي بدوره، كررت الإدارة إعلانها عن انه يجب إعطاؤه احتمالا. ما الذي تغير؟
حتى ذلك الوقت كان من المتفق عليه انه لم يأت رئيس قط يبلغ من الصداقة مع إسرائيل كما بلغ بوش. من المعقول أن أحدا لم يفرض أن حب اليهود هو الذي يُحرك بوش الانغليكاني. لكن كان الإحساس بأن إسرائيل، مع سلاحها الجوي الممتاز، كنز عظيم للحرب الكونية التي أعلن بوش عنها في الشرق الأوسط. في نشوة القوة آنذاك كان يبدو أن أفغانستان والعراق أصبحا في أيدينا، والآن سنتابع معا نحو إيران وربما نحو سورية.
ولكن منذ بدء 2005 ابتدأ الدولاب ينعكس. مضت الولايات المتحدة وغرقت في وحل العراق ـ تتلقي هزائم وضحايا. إيران، التي كانت مستعدة بعد حرب العراق لكل اتفاق خضوع، استمدت تشجيعا من معارضة العراق ومن صلاتها بالعصابات المسلحة الشيعية. اتفاقات النفط مع الصين دفعت باقتصادها ومكانتها إلي الأعلى. وفجأة أصبح من غير المتيقن أنه يمكن مهاجمة إيران. وفي هذه الأثناء، أصبح تأييد بوش في بلاده يهوي إلي ما تحت 40 في المئة وبعد كل عملية تفجيرية في العالم نسمع زوجي الكلمات العراق وفلسطين. بوش لن ينزل عن العراق سريعا. لكن صداع فلسطين لا يحتاجه حقا.

منذ بدء العام بدأ الضغط الأمريكي يُستعمل. فأولا أبطلوا فعل جماعة ضغط إسرائيل القادرة علي كل شيء في الولايات المتحدة، بهدوء. فثم اثنان من زعماء الايباك يحاكمان بتهمة نقل معلومات مصنفة إلي إسرائيل. إذا أدينوا فستكون تلك نهاية الايباك وجماعة الضغط كلها. في هذه الأثناء عليها أن تجلس بهدوء علي أي حال، وليس مهما ما الذي يفعله بوش بإسرائيل. بعد ذلك جمدوا الدعم العسكري لإسرائيل في كنف أزمة بيع السلاح للصين. كان يمكن حسم ذلك بضربة صغيرة، كما في الماضي، لكن الولايات المتحدة استعملت عقوبات حقيقية. جُمدت عقود لشراء المعدات العسكرية، وأوقف التمويل لنظم سلاح بتطوير مشترك. الأبواب توصد أمام ضباط وموظفين إسرائيليين في واشنطن.
في هذه الظروف اقترب موعد إخلاء غزة المعلن عنه. في ضوء الاستعدادات الظاهرة في إسرائيل لعملية عسكرية، ازداد في الإدارة شك بأن شارون لن ينفذ خطة الانفصال. بحسب (نيويورك تايمز) بتاريخ 7 آب (أغسطس)، تجندت إدارة بوش لمنع العملية ولتفرض علي شارون تنفيذ إخلاء المستوطنات. وصلت رايس إلي القدس لزيارة حازمة غير ودية. وصدق الجنرال وورد للصحيفة نبأ أنه قد استعمل ضغط أمريكي وأضاف انه بعد ذلك يمكن أن يكون ضغط مشابه، إذا ما كانت هناك حاجة. هذا سيناريو لا يود أحد منا أن يراه. يوجد تفهم عميق في الجانب الإسرائيلي، وفي ضمنه الجيش، في شأن نتائج سيناريو كهذا.
اعتدنا مع مرور السنين علي أن الضغط الأمريكي يعني تصريحات بلا عضلات. لكن الكلمة أصبحت فجأة ذات مضمون جديد. عندما تضغط الولايات المتحدة حقا، لا يستطيع زعيم إسرائيلي واحد أن يحلم حتى بالمعارضة (ولا حتى نتنياهو علي وجه اليقين). وهكذا خرجنا من غزة. إذا ما تابعت الولايات المتحدة الخسارة في العراق، فربما نخرج من الضفة أيضا.
بيني غيفن(أب ثاكل)كتب في صحيفة (معاريف) تحت عنوان: "
إجلاء المستوطنين عن غزة وعن المناطق المحتلة ضروري لبقاء وجود الدولة اليهودية"
فقال في مقالته: "في الصين يُجلي الآن 1.330.00 إنسان لإقامة السد علي نهر يانغ تسي، ومن اجل إقامة سد أسوان أُجلي 500 ألف، كل شارع واسع في العالم يوجب إخلاء أناس كثيرين. وذلك لأهداف اقتصادية.
كثير من المستوطنين استلوا أنفسهم من بيوتهم في السنوات الأخيرة لمنع الإخلاء المتوقع، واستوطنوا المناطق، في نتساريم وفي كفار دروم كان هناك قبل عشر سنين 12 عائلة فقط في كل مستوطنة، قبل سنة ـ كانت 65 و80، علي التوالي. أي نفاق هو أن نبكي علي الاقتلاع !
ليس النضال عن غوش قطيف. فالمستوطنون يُحدثون صدمة في استعمالهم الآثم لأبنائهم، من اجل الإثقال علي استمرار الانفصال المتوقع الذي سيأتي حتما. وإذا لم يأت، فستكون تلك نهاية الدولة اليهودية. ولن تبرأوا من ذلك!"